عدد المساهمات : 240 تاريخ التسجيل : 17/02/2011 العمر : 66
موضوع: ليس دفاعاَ عن الشرطة... رسالة إلى كل ذي عقل الثلاثاء مايو 17, 2011 11:00 am
ليس دفاعاَ عن الشرطة... رسالة إلى كل ذي عقل
حالم من كان يتخيل أنه في اليوم التالي لسقوط مبارك كنا سنستيقظ لنجد مصر قطعة من أوروبا... و واهم من يصدق أنه بإصلاح الشرطة (مع تسليمي الكامل بأهمية و ضرورة و وجوب هذا الإصلاح فورا و دون إبطاء) سوف ينصلح حال المجتمع.
إلى زملائي و أصدقائي العقلاء أقول:
- جاهل من لا يقر بحدوث تجاوزات شديدة في بعض قطاعات الشرطة على مدار السنوات الماضية و لكن معظم من يتحدث منا عن التجاوزات الشديدة للشرطة لم يتعرض شخصيا لأي انتهاك مباشر لحقوقة من أي ضابط. إسأل أي واحد عما حصل معه سوف تجد الغالبية العظمى تجيب: "أنا شخصيا محصلش معايا أي حاجة بس أنا سمعت أو قرأت أو عرفت أو واحد صاحبي حكالي ...". هذا مع إقراري الكامل بحدوث تجاوزات لا يجب أن نسكت عنها. (زي المرور بالطبع )
- أتهم مباشرة كل من أطلق الرصاص أو أمر بإطلاقه على إخوانه المصريون الشرفاء بالفساد و السادية و الجنون و هؤلاء يجب أن يتم كشفهم و محاكمتهم فورا و دون إبطاء. و كذلك محاسبة كل من يثبت تورطه في قضايا تعذيب أو استغلال للسلطة.
- الفساد في كل القطاعات بدون أي استثنااااء. الأحياء و المصالح الحكومية و الموظفين و المهندسين و الأطباء و المقاولين و المحامين و الإعلام و المدرسين و الجامعات و الضرائب و القطاع المالي و المصرفي. بل و حتى الشركات الخاصة بها فساد إداري داخلي. الفساد حتى على المستوى الشخصي... كل واحد بيقرأ الكلام ده دلوقتي يسأل نفسه إمتى كانت آخر مرة اشتغل فيها 8 ساعات في يوم واحد بضميييير. و هل فعلا يؤدي عمله كما يفترض أن يؤديه؟؟ كلنا بنقول كلام و نعمل حاجة تانية.
- لماذا هذا التركيز الشديد على فساد الشرطه مع أن فساد قطاع النقل البحري مثلا تسبب في استشهاد 1000 مصري على عبارة السلام عام 2005. و فساد وزارة الزراعة بتسبب في إصابة وو فاة الآلاف من المصريين كل عام بالسرطانات و أمراض الكبد. وفساد قطاع الصحة يتسبب كل عام في و فاة العشرات على أبواب المستشفيات و أضعافهم بسبب عدم مقدرتهم على شراء الأدوية مرتفعة الثمن. و فساد هيئة السكك الحديدية تتسبب في وفاة المئات كل عام بسبب حوادث احتراق و تصادم القطارات.
- أيهم أضر بالمجنمع، شرطي يسيئ معاملة المتهم البرئ أم محام يعرف أنه يدافع عن تاجر مخدرات و يخرجه من القفص بخطأ في الإجراءات.
- من يفرض النظام دائما مكروه.... فرض النظام العام في مصر كما في أي دولة بها أغلبية عظمى غير مثقفة و نسبة فقر عالية جدا مسؤولية ثقيلة للغاية على أي مؤسسة. الجيش نفسه زهق من كتر المناشدات اللي بيعملها وقرر أن يفرض النظام بطريقة ما وكلنا تابعنا اللي حصل في ميدان التحرير يوم الجمعة.
- الشرطة ظلت طوال 14 عاما مثقلة بمهمة حماية نظام الحكم بكافة الوسائل لدرجة تغيير الشعار الأثير للشرطة ليصبح "الشرطة و الشعب في خدمة الوطن" و لولا الحياء لجعلوه "في خدمة النظام". بالإضافة إلى أنها كانت مثقلة بمعاجة قضايا لا ناقة لها فيها ولا جمل مثل ملف الفتنة الطائفية و ملف الثأر و ملف الإخوان و الإنتخابات و غيرها من عشرات الملفات. كلها استهلكت من قدرة الشرطة و رسمت أدائها بطابع معين و حددت صورتها السلبية في أعين الناس.
- بعد أي حادث يكون أحد أطرافه ضابط شرطة (كحادث المعادي الأخير مثلا مع تحفظي الشديد على طائفة سائقي الميكروباص اللي كلنا عارفينها) تجد الناس يأتون بتعليقات تعميمية مستفزة من نوعية "هما مش هيتهدوا بقه" و للأسف أسمع هذه التعليقات من ناس المفروض أنهم مثقفين. مع أن كل ذي عقل يجب أن يفهم أنه """"حادث فردي قح""""". وكان من الممكن أن يكون أطرافه كلهم مدنيين و ساعتها مكانه هيكون صفحة الحوادث و محدش هيقرأه. ده لو إتنشر أصلاَ.
- الشرطة هذه الأيام تعيش لحظات نكسة تسببت فيها قياداتها بقراراتها الخاطئة على مدار 14 عاما كما تسببت قيادات الجيش في إنكساره عام 67. الفارق هو أن الجيش يحارب العدو على الحدود فقط أما الشرطة فتحارب اللصوص و البلطجية و مروعي الآمنين والمفسدين في الأرض و هؤلاء منتشرين في طول البلاد و عرضها و متغلغلين في مجتمعنا.
- كلنا سهرنا في اللجان الشعبية أول أسبوع بعد الثورة وكلنا برضه ماعرفناش نسهر الأسبوع اللي وراه. و عليه، فمن غير المقبول أن تستغرق الشرطة 6 سنوات لتنتصر على عدوها كما استغرق الجيش حتى انتصر في 73. و من غير المعقول أو المنطقي ألا نساعد الشرطة في استعادة ثقتها بصورة كريمة.
- الشرطة في كل الأنظمة الدكتاتورية هي ذراع النظام. و الآن بعد سقوط النظام عادت الشرطة لتكون ذراع الشعب و يجب على الشعب الآن أن يحتضن هيئة الشرطة و يحتويها لا أن يستعديها باستمرار الإنتقادات و الإستفزازات و التذكير بما فات. لا أصدق أني أجد الآن من أصدقائي المثقفين من يضع الشرطة الآن في غير كفة الشعب!!! لمصلحة من؟؟!!!
- هكذا بإستمرار حديثنا السلبي عن الشرطة نشارك تلقائيا و لا إراديا في ترسيخ النظرة السلبية لقطاع مهم جدا من المجتمع و أغلبه مظلوم.
- لنكن إيجابيين. لا لإهانة هيئة الشرطة و لا للإهانات منها أيضاَ. تصدى فوراً لأي استفزازات ضد الشرطيين. وتصدى أيضاً لكل من يسئ استخدام سلطاته من الشرطيين و اشكوه فورا.
"عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله.. و عين باتت تحرس في سبيل الله"